بإحساس كبير وصوت يحمل بنغماته عبق الزمن الجميل ونبض الجيل الجديد والكثير الكثير من القوة والعنفوان المدموجين مع الحنين والرومانسية أطلت الفنانة كارول سماحة ليلة أمس لتفتتح مهرجانات جبيل الدولية بليلة من أجمل ليالي الفن لهذا العام.
غابت كارول وعادت خير عودة.. عادت فأطربت وأمتعت وأرقصت وأفرحت وأبكت من خلال 23 قطعة فنية خاصة بها كانت كفيلة بأن تجعل الجمهور يسافر معها إلى حيث تختار هي وينتقل بين خليط المشاعر وتدفقها.
على عكس ما قد يتوقع البعض لم ينطلق المهرجان على وقع أصوات المفرقعات والموسيقى الصاخبة بل كانت الكلمة الاولى للحب الذي انطلق بإحساس كبير.. وهل هنالك أقرب من احساس الإنسان لنفسه؟ وهل هنالك شعور أقوى من الحب يبعثر كياننا ويجعلنا نعيشه منذ أن تبدأ كارول غناءها؟
إختارت كارول أن تكون سهرتنا كارولية بإمتياز فقدمت أغنياتها الخاصة من أرشيفها الغني بين الجديد والقديم. حدودي السما، سهرانين، غالي عليي، هيدا قدري، إطلع فيي، ميرسي، سمعني، خليك بحالك، روح فل، أضواء الشهرة، عزيزة، هخونك، ما بدي آكل وغيرها من الاغنيات الخاصة ، كما قدمت أغنية روك أجنبية تعبيرا منها عن محبتها لهذا الفن.
كارول وفية فأبت أن تنتهي الحفل قبل أن تقدم بصوتها تحية اكبار واجلال للبنان وشحرورته. فكان الختام مختلفا هذه المرة ، ختام بحجم وطن ، وطن عانى ولازال يعاني ويخلق من قلب الأزمة فرحة ، فقدمت للصبوحة التي تعشقها "تعلا وتتعمر يا دار" فأشرق وجه الصبوحة وراءها واشتعلت حماسة الجمهور على وقع هذه الأغنية الأشبه بنشيد وطني ، والأغنية الأخيرة كانت أيضا لوطن الحب والجمال والفرح بأغنية لبنان التي أصدرتها بألبومها الأخير لتقول "لفيت كل البلدان ما لقيت متلك لبنان".
نوعت كارول في إطلالاتها في هذا الحفل ، فظهرت بثلاثة فساتين مختلفة حسب الجو الفني الذي تختاره ، كما قدمت استعراضات هي ضليعة بها وتعرف جيدا كيف تمسك الجو الفني من كل نواحيه لتشعر بأن هنالك فنانة حتى النخاع تقف أمامك لتظهر اللوحات الفنية من كل مكان ، فأمامك كارول وإلى جانبك قلعة جبيل ، وخلفك الطبيعة بأجمل صورتها.
مشاهدات:
بدأ الحفل على وقع النشيد الوطني اللبناني ، ثم النشيد الوطني الفرنسي تضامنا مع ضحايا نيس.
أكدت كارول أنها وقبل يوم أثناء قيامها بالتمارين سقطت عن الدرج ومازحت الجمهور قائلة "كل ما يكون عندي حفل ضخم بلبنان بصير معي حادثة" ليرد الجمهور "إنها صعبة عين".
كانت الخلفية على المسرح رائعة جدا تنوعت بين المناظر الطبيعية وبين صور لكارول وصور للصبوحة.
كان التنظيم رائعاً ، والجمهور شعر بأمان كبير بوجود القوى الأمنية.
وفي كلمة خاصة بموقع "الفن" أكدت كارول أن لمهرجان جبيل وقعاً خاصاً لديها ويعني لها كثيرا ، فهذه المرة الثانية التي تطل به وبعد سنوات عديدة غابت بها عاشت من خلالها ذكريات حلوة ومرة ، عادت لتجتمع بالجمهور اللبناني والعربي من جبيل.